التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2019

التفسير المسيحي المُبكر لقصة الخلق (1)

التفسير المسيحي المُبكر لقصة الخلق (1) The Creation of Eve, 12th-century mosaic from the Cathedral of Monreale, Siciliy. تمهيد لا يمكن فهم أي تفسير قديم للكتاب المقدس دون فهم عدة أمور: 1) السياق العام الذي نشأ فيه هذا التفسير. أي السؤال عن الزمان والمكان وماهية المُفسر. 1) السياق الأصغر الذي نشأ فيه هذا التفسير. أي ما طبيعة ونوع هذا التفسير الماثل أمامنا؟! 2) السؤال الذي حاول هذا التفسير الإجابة عنه. أي ما الغرض الذي وضع لأجله هذا التفسير؟! يهدف هذا المقال إلى تقديم بعض النماذج من التفسير المسيحي المُبكر لقصة الخلق، في إطارها المنضبط أي في إطار الإجابة عن الثلاث نقاط السابقة. وينبغي التنويه أن هذا المقال لا يشمل كل التفسيرات القديمة لقصة الخلق بل مجرد طرح عام مع أمثلة. وهذا المقال في الأساس هو جزء من محاضرة ضمن منهج مادة "تاريخ الفكر المسيحي المُبكر" التي أقوم بتدريسها في أحد كليات اللاهوت.

أثناسيوس عن السقوط والفداء

أثناسيوس عن السقوط والفداء المقال هو مختصر لأفكار أثناسيوس السكندري (القرن الرابع) عن السقوط والفداء في سياقها. الأنثروبولوجي (لاهوته عن الإنسان) لا يمكن فهم منطلقات أثناسيوس اللاهوتية عن الفداء دون فهم لاهوته عن الإنسان. فالإنثروبولوجيا هي الأساس الذي بنى عليه أثناسيوس لاهوته عن الفداء. تبدأ الأنثروبولوجيا -والكوزمولوجيا- عند أثناسيوس:  (1) بالخلق من العدم ex nihilo "لكن الله خلق كل شئ بالكلمة من العدم وبدون مادة موجودة مسبقًا" (تجسد الكلمة 3. 1)،  (2) والخلق على الصورة "ولأنه رأي عدم قدرة الإنسان أن يبقى دائمًا على الحالة التي خُلق فيها، أعطاه نعمة إضافية، فلم يكتف بخلق البشر مثل باقي الكائنات غير العاقلة على الأرض، بل خلقهم على صورته وأعطاهم شركة في قوة كلمته." (تجسد الكلمة 3. 3). 

كتاب: نظرةٌ على الكنيسةِ المُبَكِرة

كتاب: نظرةٌ على الكنيسةِ المُبَكِرة عرضٌ لبعضِ الجوانبِ التاريخيةِ واللاهوتيةِ   في مصادرِها الأولى (من نهاياتِ القرنِ الأول وحتى مجمعِ نيقية 325م) مدخل ٌ الكتاب ليسَ التاريخُ مجردَ "سجلٍ للماضي" أو "سردًا لأحداثٍ" تذكِّرُنا بأمجادٍ غابرة، بل التاريخُ تجربة . هو مثلما أشار ادوارد كار المؤرخُ الانجليزي " حوارٌ بلا نهاية بين الماضي والحاضر ." ومن هنا تنطلقُ الكتابة التاريخية الجيدة، تلك التجربة التي تستطيع بالفعل أن تحققَ مثلَ هذا الحوار. لكن لا يجب أن نتوقعَ في ذات الوقت أن الفرصةَ قد حانتْ لنقرأ التاريخَ بطريقٍ محايدة، فالحقيقة غيرُ ذلك: ليس من تاريخٍ مُحايد، ولا مؤرخون محايدون، ولا قراء محايدون، لكن فقط، من يحاولون أن يكونوا كذلك. وتاريخُ الكنيسة بوصفه "تجربة"، هو الذي يكشفُ لنا - مثلما يُعبّر روان ويليامز- عن هويتنا الحقيقية، فنحن بصفتنا كنيسة في الماضي والحاضر والمستقبل، نمثل معًا جسدَ المسيح. وفي كل مرة نقرأ كتابة تاريخية جيدة عن ذلك الامتداد للجسد الواحد، أي الماضي، تنفتح أمامنا أفاقٌ جديدة لاستيعاب ذلك التاريخ بصورة أكب