التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2017

جذور شرح عقيدة الثالوث في اللاهوت القبطي المعاصر

Ethiopian Coptic icon at the Holy Sepulchre Church, Jerusalem, Israel *** المقال ده هو المقال الثالث في سلسلة المقالات اللي بدأتها عن اللاهوت القبطي المعاصر. أول مقال كان بعنوان: "واقع اللاهوت القبطي والإحتياج الي لاهوت سياق معاصر" ثم المقال الثاني بعنوان: " نحو لاهوت سياق قبطي: المعمودية. " كمان أقدر اعتبره مرتبط في عنوانه بمقالي السابق عن الثالوث اللي كان بعنوان: "الرقصة الإلهية: الثالوث." مقدمة في مدينة قرطاج، في مطلع القرن الثالث صاغ ترتليان باللاتينية عقيدة الثالوث – في عمله الدفاعي ضد براكسيس Adversus Praxean - مستخدمًا مصطلحات عديدة، منها مصطلح "ثالوث trinitas " نفسه لكن باللاتينية (في ثان ظهور للكلمة في ذات السياق بعد ثاؤفيلس) في ( Adv. Prax. 2.4 )، جوهر substantia ، وشخص (أقنوم) persona ( Adv. Prax. 7.9; 11.7 )، تلك المصطلحات التي كانت لها دلالتها الخاصة التي شُرحت بها، وصارت فيما بعد هي المصطلحات التقنية المتُعارف عليها سواء في اليونانية أو اللاتينية لشرح الثالوث.

نحو لاهوت سياق قبطي: إعادة المعمودية

"قال يسوع: الله جعل السبت للإنسان، وما جعل الإنسان للسبت" (من اقوال يسوع، مرقس 2) التقليد وقوانين الاباء والسياق المعاصر الكنيسة القبطية هي كنيسة تقليدية، لكنها في ذات الوقت ليست اسيرة هذا التقليد، فقد طورت الكنيسة التقليد بحسب ما يتسق وظروف كل فترة عبر العصور . يمكن ان ننظر الي الخلاف القديم حول اعادة المعمودية من عدمه بحسب سياق عصره وظروفه، الان لم يعد هناك دوناتيين ولا اريوسيين ولا مرتدين، لم تعد هناك تلك الازمات التي صاغت تلك الخلافات والتي اتخذت طريقان متضادان (بين مؤيد ومعارض). بل هذا الخلاف القديم (المؤيد والمعارض)، هو دليل دامغ ان المتحكم في هذا الجدال (حتى في أمور أخرى غير المعمودية) كانت سياقات وظروف العصر، والا كانت النتيجة كانت قد اصبحت الاتفاق التام في الاراء .

الذهاب الي الاستشهاد وإنتقام الله: ما الذي يجب ان نفعله اليوم؟!

كيرلس عياد الأحداث في كل مرة بيحصل تفجير أو اضطهاد ضد المسيحيين، بتكرر مجموعة من النبرات الخاصة بالاستشهاد وان الله هو الذي سينتقم. زي مثلا "نبدأ نعد اربعين يوم وهنشوف ربنا هيعمل" أو " 15 مليون قبطي مستعدين للاستشهاد هذا الأسبوع ولن يمسكوا سيفا أو حتي يعترضوا ...فإنهم من يوم معموديتهم يشتهون هذا النصيب الصالح و يتمنونه من كل قلبهم... عقبالنا كلنا". بيتحول لاهوتنا من لاهوت حياة الي لاهوت موت.

البدلية العقابية: كيف يفهمها المُصلحون اليوم؟

*** شكر خاص للشيخ شريف عاطف فهيم (كلية اللاهوت الأسقفية، ماجيستير اللاهوت) لمساعدته ومراجعته لهذا المقال تعليقات مبدأية كيف نفهم البدلية العقابية كما يفهمها المصلحون اليوم؟! هذه هي غاية هذا المقال. فهو ليس عملاً نقديًا، أو تحليليًا يناقش مدى صحة أو خطأ رؤية لاهوتية. لكنه   فقط سرد وشرح لما يؤمن به اللاهوتيون الإنجيليون المُصلحون evangelical ، فيما يُسمى بالتقليد المُصلِح the Reformed tradition . كنت منذ سنوات قد كَتَبتُ عدة مقالات عن مارتن لوثر (وما يُنسب إليه) وعن كالفن ولوثر والإفخارستيا في محاولة لفهم طبيعة التفكير واللاهوت الغربي على حقيقتهما، بعيدًا عن الخلط والاتهامات والتلفيقات المنتشرة، فلا يوجد أفضل من أن تفهم عقيدة ما من أصحابها. لذا، فقد أعتبر أن هذا المقال هو استمرار لفهم وشرح الأمور على حقيقتها. تكمُن المشكلة في سوء فهم الطرح الغربي لمفهوم البدلية العقابية أن أغلب الكتابات الشرقية (إن جاز التعبير) التي تشرح الفكرة توقفت عند أنسلم اسقف كانتربري (القرن الحادي عشر) ولم تنتبه إلى التطورات اللاحقة التي مر بها اللاهوت الغربي البروتستانتي وصولاً الي العصر

واقع اللاهوت القبطي والإحتياج إلى "لاهوت سياق" معاصر

ماهو اللاهوت السياقي؟! تعبير اللاهوت السياقي هو بطريقة ما تعبير مرواغ حيث يمكن اعطاؤه عدة تعريفات بعضها قد يكون متناقض ًا [1] . لكن بصورة عامة يمكن تعريف اللاهوت السياقي انه ذلك اللاهوت الذي يضع في اعتباره طبيعة السياق الذي ينشأ فيه، لكن بمعنى انه يتشكل (لكن لا ينقاد) بالسياق الس و سيولوجي والثقافي الذي ينشأ فيه. في بعض الأحيان تكون مشكلة اللاهوت السياقي انه يتجذر في السياق الذي نشأ فيه وينفصل تمامًا عن جذوره ال أ صلية القديمة (الاصالة) وعن باقي السياقات المحيطة به [2] . ينشأ اللاهوت السياقي حينما لايمكننا ببساطة أن نقدم إجابات تقليدية على أ سئلة تتكرر يومًا بعد يوم، ويُصبح علينا أن نقدم إجابات جديدة تتسق مع تساؤل "كيف نكون مسيحيين؟" في هذا العالم الجديد. نحن مدعون أ ن نحيا كما طالبنا الله. لكن السؤال كيف يمكن ان نحيا هذه الحياة المسيحية في ظل أوضاع جديدة ومتغيرة؟! إن ال إ صرار على إ جابات قديمة لم تعد تستطيع ال إ جابة على معاناة البشر وصراعاتهم اليومية، ولم تعد تتناسب مع متغيرات العصر والقضايا الجديدة التي تبزغ يومًا بعد يوم خاصة تلك ال أ خلاقية منها، يجعل ك