التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الرقصة الإلهية: الثالوث


الرقصة الإلهية: الثالوث
في كتابه المُذهل "الإيمان في عصر التشكيك" والذي كتبت عنه الواشنطن بوست أنه "دفاع منطقي وسلس عن الإيمان المُبرهن"- كتب تيموثي كلر فصله الأخير عن "الرقصة السماوية Divine Dance/περιχώρησις". ذلك التعبير الذي كتب عنه ريشتارد رور ومايك موريل كتابًا كاملاً هذا العام[1].
الكلمة التقنية περιχώρησις (perichoresis) كان قد قدمها يوحنا الدمشقي في إطار الحديث عن العلاقة الداخلية في الجوهر الإلهي بين أشخاص الثالوث (وإن قدمت في سياقات لاهوتية أخرى قبل ذلك من قبل مكسيموس المعترف وغريغوريوس النيزينزي[2]). المصطلح إذا هو مصطلح أبائي.

الكلمة اليونانية تنقسم إلى قسمين، الأول: περι (pre) والتي تعني "حول"، و χώρην (chorein) والتي تحمل معاني متتعدة "يعطي مساحة لـ"، "يتجه نحو"، "يحتوي"، "حركة دائرية" (وهو إستخدام الفيلسوف اليوناني أنتاجوراس).[3]
الكلمة χώρην / χορεία هي التي أتت منها الكلمة الإنجليزية Choreography "فن الرقص" أي ذلك التصميم لتلك الحركة المتناغمة بين أجساد الراقصين والتي تتم في صورة في غاية التناغم والانضباط والاتساق.
الكلمة περιχώρησις في مضمونها تعني "يتبادل مع الاخر"، "يتأرجح مع"، "يحتوي الآخر"، "يطوف حول"، "يتحرك دائريًا حول" .... إلخ[4] لكن كل هذا في حركة ديناميكة وليس في ثبات.
وبالرغم ان كلمة περιχώρησις لا تعني في معناها المعجمي "رقصة"، إلا أن أفضل تعبير عن مضمونها يمكن أن نجد  في "الرقصة الدائرية" التي تشمل الإحتواء المتبادل والتناغم. (نشأت الترجمة الخاطئة لمصطلح περιχώρησις إلى "رقصة" نتيجة خلط بين حروف الكلمات. وبالرغم من ذلك فالخلط قد أدى في النهاية لفتح أفاق جديدة في فهم  المضمون.)
 
أرجو أن تطرد من ذهنك ذلك التخيل الخاص بـ"الرقص الشرقي" الذي ربما يكون قد علق في ذهنك. المقصود هنا هو شئ أشبه برقصة "التناجو" الأرجنتينية (والتي اعتبرتها اليونسكو تراثًا عالميًا في 2009).[5] [شاهد هذا الفيديو عن التانجو لتفهم أكثر Tango].  
إستخدمها كل من غريغوريوس النيزينزي ومكسيموس المعترف في الحديث عن العلاقة بين الطبيعتين اللاهوتية والناسوتية في يسوع المسيح[6]، بمعنى أن كل طبيعة منهما متحدة مع الأخرى وغير منفصلة عنها في طبيعة واحدة ماثلة أمامنا (بلا اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير)، حيث لا نستطيع أن نفصل كل طبيعة عن الآخرى، بل ننسب كل ما نراه من أعمال للشخص الواحد يسوع المسيح، بالنسبة إلى غريغويوس النيزينزي ومكسيموس فالـ περιχώρησιςهو ناتج عن الإتحاد بين الطبيعتين[7].
يوحنا الدمشقي إستخدم الكلمة كتعبير عن عملية الإتحاد بين الطبيعتين في يسوع المسيح[8]. لكن المساهمة الكبرى ليوحنا الدمشقي في إستخدام المصطلح كانت في إستخدامها لوصف العلاقة المتبادلة بين أشخاص الثالوث في الالوهة الواحدة[9]. فكل أقنوم هو في الآخر "الكائن في حضن الآب" (يو 18:1)، "أنا في الآب والاب في" (يو 10:14).
يقول هيلاري أسقف بواتيه واصفًا نمط الوجود الثالوثي في الإلوهة الواحدة: "يحتوي كل منهم [أي الآب، والإبن، والروح القدس] الآخر بالتبادل، وبالتالي كل واحد منهم هو على الدوام يحيط (يحتوي envelops) الآخر ، وأيضًا يُحاط (يحتوى enveloped) من الآخر الذي مازال هو يحتويه" (De Trin. 3.1-4 & 9.69)[10]. هذا هو تمامًا المعنى العميق للـπεριχώρησις أو "الرقصة الإلهية." في تلك الرقصة كل شخص (أقنوم) من أشخاص الثالوث يحتوي الآخر، يستمع للآخر، ويتحادث مع الآخر، كل شئ في تلك الحركة الديناميكية المتبادلة تتم بواسطة الثلاثة اطراف "من الآب بالإبن في الروح القدس." هذا هو تمامًا معنى الرقصة (أنظر كيف يتم توصيف رقصة التانجو بنفس الطريقة تمامًا)[11].
يقتبس تيموثي كلر كلمات كرنيليوس بلانتينجا[12] "إن الآب والابن والروح القدس يُمجد بعضهم بعضًا... وفي مركز الكون، تشكل المحبة الباذلة للذات العنصر الحيوي المتبادل في حياة الله الثالوثية. فأقانيم اللاهوت يُمجد بعضهم بعضًا ويتحادث بعضهم مع بعض... فلما كان المسيحيون الشرقيون الأقدمون يتكلمون بشأن περιχώρησις في الله، عنوا أن كل أقنوم إلهي يكتنف الآخرين في لب كينونته. ففي حركة دائمة من المفاتحة والقبول يحتوي كل اقنوم الآخرين ويحيط بهما."[13]
هذا هو ما تعنيه "الرقصة الإلهية"، هي ليست ذلك التصور الفاسد الذي ملاْ العقل الشرقي عن الرقص، لكنها هي ذلك التناغم والحركة المتبادلة من كل أقنوم تجاه الأقنومين الآخريين.
لا يمكن تخيل جوهر الله بكل تأكيد، فالله لا يمكن إدراكه، ومحاولتنا لفهم كيف هو ذلك الوجود الثالوثي هو درب من اللامحال. لذا فالـ περιχώρησις هو مجرد تعبير  الأباء عن ما كشفه لنا الكتاب المقدس عن حقيقة الوجود الثالوثي الله. فالفرد يتحول الي شخص عندما يتحد بآخر ويخرج عن ذاتيته وفردانيته، يكتب الارشمندريت توما بيطار  " مقاربتنا لله كثالوث هي، بالضبط، من منطلق كونه محبّة... المحبّة هي آب وابن وروح قدس، الآب كشخص والإبن كشخص والروح القدس كشخص وإلاّ لا تكون . لا تكون هناك محبّة إذا ما أحبّ الواحد أو الفرد نفسه. المحبّة هي في الحركة باتجاه الآخر. ملء الاستقرار في المحبّة هو للثالوث لأنّ الله في الثالوث ينفتح ويسكب ذاته بلا حدود. لذا محبّة الله بيننا انسكاب ثالوثي. الثالوث، في ذاته، محبّة ونحن في الامتداد."[14]
الحقيقة السرمدية لله هي ثلاثة أشخاص متحدين في ألوهة/جوهر واحد، وينعكس هذا الجوهر إلينا في المحبة. أختم هذا الجزء بإقتباس كلر لسي اس لويس "ليس الله في المسيحية شيئًا لا شخصًا ولا شيئًا ساكنًا- ولا حتى مجرد شخص واحد- بل هو نشاط حيوي ونابض: حياة أو حتى دراما من ونوع ما. وأكاد أقول، إن كنت لن تحسبني عديم التوقير، إنه نوع من الرقص... إن نموذج هذه الحياة الثلاثية الأقانيم هو النبع العظيم للطاقة والجمال متدفقًا من قلب الحقيقة بالذات."[15]
ما الذي يعنيه هذا لنا اليوم؟!
نحن مدعوّون لكي نكون على صورة الله ومثاله، الصورة التي خلقنا عليها. أي نحن مدعوّون لكي نعكس صورة الله في حياتنا أي تعكس صورة الثالوث. أي صورة المساواة و الوحدة والشركة أي صورة المحبة.
من أجل شرح أفضل لهذا التطبيق سأقتبس واحدة من تلك التدوينات العظيمة التي كُتبت بالعامية:
" في الثالوث الثلاثة أشخاص بيشتركوا في كيان واحد، في فكر واحد، العمل واحد، مع الأحتفاظ بالتمايز بين شخصية كل واحد فيه، كل شخص ليه دور و فيه علاقة بينهم، طبعاً انتَ/ أنتِ مش متخيلين كده، ده طبيعي احنا تخيلتنا بتنبع من البيئة و الحياة المخلوقة لكن الله "ليس كمثله شئ قط"، حاول تشرح أي حاجة في الله ، حتلاقي الككلمات تعجز عن التعبير، حتلاقي  أن كل شئ أنتَ/ أنتِ لا تتوقف عن إدراكه، كل يوم بتتعلم حاجة جديدة عن الله. هل ما افعله ينتهك صورة الثالوث: الشركة؟!
    "المسيحية ليست مجرد إيمان بأن الله هو ذاته ثالوث. إذ ما يهمني إن كان الله ذاته واحداً أم ثالوثاً!! فالثالوث هو تعبير عن حياة الله فينا كما هو في ذاته" المطران كيرلس سليم بسترس.
ايه اللي يفرق معانا لما يكون في الله الوحدانية و التمايز؟! بص في أي علاقة بشرية فيه "أنا-آخر"، مثلاً في العيلة، فيه أب و أم و ابن/ بنت، فيه تمايز في دور كل واحد بس للأسف في الواقع فيه اقصاء من الأب لإرداة الابن و البنت و الأب بيحب يدخل ابنه كليه  كذا و يزوج بنته بكذا ، الأب بيدوس على الأم لانها مش فاهمه زي الراجل اللي هو فاهم كل حاجة لأن "النسوان مش بيفهموا"، و "بيكسرلها ضلع عشان يطلع عشرة"، و الأم بتدوس على ابنها/ بنتها عشان تفرغ كتله الغضب، لو حطينا الثالوث كمعيار للعائلة، الأب حيتحول من دكتاتور إلى الأب المحب الباذال كل ما عنده، الأب مش حيجبر أولادة عشان يخشوا الكلية اللي هو عايزها، و لا حيمحي شخصيتهم و يخليهم نسخة من سيادته، الأم حيتفهم دورها أنها انسانية كاملة الأهلية و آرائها مهمة و مفيده و ضرورية، الاطفال لو علمناهم أن وجودهم في الأسرة هو عنصر هام مش مجرد عضو زيادة حيفهموا قيمة نفسهم، الأب مش حيدوس على مراته عشان هي متمايزة عنه في الطبيعة و طريقة التفكير، ده حيبقى وجود الأم كنز للأب عشان الأب ليه طريقه تفكير الذكور الشموليه، بينما الأم ليها طريقة التفكير التفصيلية، السؤال الأزلي الأبدي بتاع الأم تحب مين أكثر؟الأب و لا الابن؟ ده ينتهي لما ندرك أن الحب بين الأشخاص في الثالوث هو واحد بدون تفرقه، احنا ليه عائلتنا متبهدله عشان الأدوار، كل واحد هو "فرد"، وجودة و تحقيق رأيه لازم يتحقق من خلال "فرم" الآخر، طبق كده على كل جانب في الحياة، احنا فيه بينا تمايز، هل التمايز ده وحش؟! لو ادركنا أن  مبدأ "التمايز/الوحدة" هو موجود في الله حنحترم اختلافتنا و تمايزنا، فعلياً احنا عمرنا ما حنحب حب غير مشروط و لا حنكون واحد في الكينونة مع بعض، لكن احنا فينا صورة من الثالوث و مدعويين نكون على مثاله، كلنا طبيعة إنسانية واحدة بيجمعنا أخلاقيات واحدة زي الصدق الأمانة و الإخلاص ... إلخ و رفضنا كلنا للجريمة و الاغتصاب ... إلخ، بس للأسف لسه مش عارفين نقدر اختلافتنا و تمايزنا لككنا مدعويين لتقديرها لهذا التمايز و الأهم اننا نسعى للوحدة في الفكر و الهدف و الغاية، طبعاً عمرنا ما حنحققها بكمالها على الأرض، لكننا كل يوم بنسعى في تخقيقها، بلغة يسوع احنا بنبني الملكوت اللي يسوع افتتحه، و الملكوت حيكتمل بناءه بمجئ المسيح الثاني و بكده نبدأ في اكتمال الصورة و اكتمال تحقيق المثل، من خلال وحده شعب الله مع العريس. الملكوت ليس حدث لحظي لكنه حدث ممتد.
صورة الله نعكسها نحن في داخلنا: وكلما اقتربنا اكثر من تحقيق صورة الله في داخلنا كلما ازددنا التصاقًا به. اننا حينما نعكس صورة الله في داخلنا بصورة صحيحة نبدأ في فهم الله بصورة صحيحة.
هل الله واحد و لا ثلاثة؟ الله هو سر الوحدانية و التعدديه، به و من خلاله بنفهم التعددية اللي في الكون و الخليقة و بيننا و بنفهم أكثر الوحدانية اللي احنا مدعويين ليها، جلال الدين الرومي قال أن الطريقة اللي بنشوف بيها الله هي "انعكاس" للطريقة اللي بنشوف بيها أنفسنا، احنا للأسف لطخنا "فرديتنا" و "أنانيتنا" على الله، فبدل لما يغير شكلنا احنا شوهنا صورته، احنا مش حنشوف انفسنا بالطريقة الصحيحة إلا لما نبص على الثالوث، نفهم أن التمايز اللي موجود في الخليقة هو انعكاس للتمايز موجود في الله و برضو لأن الله هو في وحدانية الكيان الفريدة و الغير موصوفة و الغير مدركة، فهو بيدعونا أننا نكون "واحد" في الهدف و الغاية و القلب ... إلخ ، نتحول من "أفراد" إلى "أشخاص"، مش حنوصل للكلام ده أبداً بالصورة "الكاملة" لكنها هي ديه دعوتنا الأبدية  للأبدية."[16]


[1] http://thedivinedance.org/
[2] See: G. L Prestige, God in Patristic Thought (London: SPCK, 1985).
[3] Richard Livingstone, The Legacy of Greece (Oxford at the Clarendon Press, 1921), 71.
[4] Leonard Prestige, “.ΠEPIXΩPEΩ AND ΠEPIXΩPHΣIΣ IN THE FATHERS,” The Journal of Theological Studies 29, no. 115 (1928): 242.
[5] “The Tango | Intangible Heritage - UNESCO Multimedia Archives,” accessed November 8, 2016, http://www.unesco.org/archives/multimedia/?id_film=319&id_page=33&s=films_details.
[6] Prestige, “.ΠEPIXΩPEΩ AND ΠEPIXΩPHΣIΣ IN THE FATHERS,” 243.
[7] Ibid., 244.
[8] Ibid.
[9] فضل ديديموس الضرير إستخدام مصطلح "ألوهة واحدة μια Θεοτης " بدلاً من "جوهر واحد μια ουσια" (De Trin., 1.16, 18f, 36; 2.6.7,…etc). إنظر توماس ف. تورانس، الإيمان بالثالوث: الفكر اللاهوتي الكتابي للكنيسة الجامعة في القرون الاولى (القاهرة: باناريون 2007)، 346
[10] توماس ف. تورانس, الإيمان بالثالوث: الفكر الكتابي اللاهوتي للكنيسة الجامعة في القرون الأولى (القاهرة: باناريون, 2007), هامش 317.
[11] http://www.tangolingua.com/what-is-tango
[12] Cornelius Plantinga, Engaging God’s World: A Christian Vision of Faith, Learning, and Living (Grand Rapids, Mich.: W.B. Eerdmans, 2002).
[13] تيموثي كلر, الإيمان في عصر التشكيك (أوفير, 2010), 299.
[14] http://orthodoxspirit.blogspot.com.eg/2013/02/blog-post_20.html#.WCIqHqKT34V
[15] كلر, الإيمان في عصر التشكيك, 298.
[16] http://lahootsha3by.blogspot.com.eg/2015/06/blog-post.html

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

الثاليا: قصيدة آريوس، مقدمة وترجمة

الآريوسية هي المسيحية الحقيقة: "المسيحية الموحدة بالله"، قَدَمَ هذه الفكرة أحد الكتاب المصريين ونشرها في احد الجرائد الرسمية، وكتب عدة مقالات متفرقة عنها. ووصف آريوس والآريوسيين بالـ "مسيحيين الموحدين بالله"، وكان القصد من ذلك الإشارة أن المسيحية الأرثوذكسية التي واجهت للآريوسية لم تكن موحدة بالله لوجود فكرة الثالوث ، وان آريوس – كحامل للمسيحية الصحيحة- قدم المسيح كإنسان ونبي. لكن في مجمع نيقية تم الحكم على آريوس ظلمًا وإختراع فكرة الثالوث وتأليه المسيح.