التخطي إلى المحتوى الرئيسي

القيامة: المشهد الختامي




القيامة: المشهد الختامي

مارينا وجدي ابراهيم – عماد عاطف-  مينا فؤاد
مشهد النهاية
في سنة 2004 اخرج ميل جيبسون واحد من أهم افلامه على الاطلاق، وواحد من اهم علامات السينما وهو "الالام المسيح." الفيلم أخد تصنيف R لأنه فيلم كان مليان بمشاهد عنف ودم. مركز الفيلم كان هو الألم –وده بتصريح جيبسون نفسه- الألم اللي اجتازه يسوع بكل ما فيه من عنف وعذاب واحتقار ومهانة وخوف ورعب علشان ينتهي في النهاية مشهد الألم اللانهائي ده بالموت: النهاية الحتمية والمخزية.
لكن محدش يقدر يقول بالضبط هل الموت نفسه مؤلم ولا لا، لأن اللي بيجتازه مبيرجعش يقولنا. لكن الأكيد ان الموت بيسبقه ألم في معظم الأحيان، شقاء، مرض، تعب، وغيره. دايمًا الموت هو المشهد الختامي للحياة بعد لما الانسان بيجتازها بألم، ودي ماساة الحياة وتساؤلنا اللي ملهوش اجابة: الألم والموت.
لكن لو جينا بصينا علي مشهد يسوع كله كدا بنظرة سينمائية، هنلاقيه مختلف،  لأن القيامة هي النهاية السعيدة الحتمية للمشهد. النهاية اللي فيها الشخص المظلوم و المطرود و المُسلم من الناس كلها ماعدا شوية اشخاص مسمين نفسهم اتباعه/تلاميذه، بينتصر علي الظلم اللي حصله وبيقوم من الموت، وبيسخر منه.
النهايات السعيدة موجودة  اهه مش بس في الافلام، و ان كان  لفظ *نهاية* مش لفظ معبر اوي، لأن حدث القيامة كله كدا علي بعضه هو فعل شركة مستمر. ايوة، يسوع المسيح شارك معانا مش بس حياته قبل القيامة... لكن هو شاركها معانا قبل و اثناء و بعد. بولس في فيلبي بيعبر بوضوح قوي عن ده: "هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة 7 بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان 8 فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب" (في 6:2-8).


مش مشهد ختامي
حدث القيامة مش مجرد "مشهد ختامي"، لكنه مشهد مستمر بيستعلن فيه يسوع ان تنازله ومشاركته ألم الإنسانية بكل مافيه من وجع واكتئاب وحزن ومرض، مكنش مجرد مشاركة للذكرى ان الراجل ده اتعاطف معانا، لكنها شركة تنتهي بإنتصار الإنسانية كلها المتحدة بيسوع على كل الألم والموت. حدث القيامة مش حدث بنحتفل بيه انه خلص وانتهى، لا هو حدث فقط بيعلن ذورة الشركة المستمرة بين الله والإنسانية. يسوع -زي ما بيقول جوزيف راتسنجر- هو "حضور الله الحي. في شخصه يتلامس الله والانسان، الله والعالم." (يسوع الناصري، ج2، 56)

فلاش باك الشَرِكَة
نرجع لورا حبتين. الفصح اللي اتعمل في يوم خميس العهد دا مش حاجة حصلت عشان بس "اصنعوا هذا لذكري" لكن لا، دا فعل شركة. جماعة المؤمنين بيتجمعوا و يشتركوا سوا انهم يعلنوا تبعيتهم للمسيح بطريقة ملموسة ...*فعل يعلن ما تسعي اليه الحياة الجماعية*: الإتحاد والشركة. في الافخارستيا انتقلت شركة العهد القديم "شركة الهيكل" (بين الله والانسان) الي شركة الجسد، شركة اللحم والدم، شركة الحضور الحقيقي الدائم لله وسط انسانيتنا، علشان كده في الافخارستيا بنحتفل بحضور الله الدائم وسطينا مش في لحظة الافخارستيا بس لكن في كل وقت.

الموت والالم عزلة
نيجي بقي لحدث القيامة نفسه
الموت فعل قاسي جدا جدا و خصوصا لو لحد بريء و اتحكم عليه حكم صعب –الصلب- . الموت بيعزل، الموت كان حركة ليها اتجاه واحد، حركة سلبية.  لكن حدث القيامة، عمل تحول، بعد قيامة المسيح  يسوع فتح خلال الموت شبكة علاقات جديدة  ممكنة و لامتناهية لأن مفعول موته بقى معاكس للعزلة (زي ما بيقول روان وليامس). الموت اصبح انتقال من حالة وجود عاجزة ومتألمة (اجتازها يسوع زينا) الي حالة نصرة وشفاء ومجد (وصل ليها يسوع بقيامته). "إن الغاية من نزول يسوع كانت لقبول البشر واستقبالهم، والرجوع معه" (راتسنجر، يسوع الناصري، ج2، 72).
يعني الموضوع من الاخر مش رومانسي اطلاقا: ان حد معملش حاجة يتحاكم محاكمة باطلة بالشكل دا، ويجتاز الالم والوجع بالشكل ده. لكن الله عايز يشركنا في حاجة اكبر مننا و دي كانت طريقته في انه يخلينا شركاء معاه، و ده كان اختياره الانطلاق من الذاتية الي الغيرية: ليتحد معنا ويعود بنا الي حضرته.
في وجود يسوع على الارض، الناس هتفت ضده، فقد شعبيته في لحظة. حتي شركائه رجعوا خطوة لورا و معرفوش يعملوله حاجة: و اتصلب وحده "اجوز المعصرة وحدي." زينا بالضبط، زي ما اي حد بيتعاطف معاك في وقت الالم والوجع، لكن الحقيقة محدش بيجتازه فعليًا غيرك، انت لوحدك. لكن في عمل يسوع الوضع اتغير، بقى فيه حد اجتازه زيك ومعاك.
ليه المسيح ممكن يشارك العالم في حياته و في البذل دا؟ و رغم ان السؤال دا اتجاوب عليه ديشليون مرة الا ان الرد المنطقي الوحيد و المعروف و المجهول في نفس الوقت هو الحب. في الحب بيتم اجتياز أمر مستحيل وهو الإخلاء، التخلى عن الذاتية والأنا، لأجل الآخر فقط دون الأنا؛ علشان كده شركة يسوع لينا بتبقى شركة حقيقية على كل المستويات. "لأنه ليس حب أعظم من هذا ان يضع احد نفسه لأجل احبائه" (انجيل يوحنا 13:15).

حب الله الجنوني .... كاباسيلاس
حب الله مش مجرد مشاعر و احساس و مش اغاني رومانسية و قبلات و احضان -طبعا الحاجات دي مش عيب او حرام لكن كنا لازم ننوه على الفارق ده عشان نلغي اي تصور بشري- حب الله هو فعل اخلاء او افراغ او تخلى عن الانا عشان الآخر. محبة الله  اعلنها يسوع لينا بإفراغه لذاته. ب"تفضيله للعطاء عن التمتع" و يسوع برضه بصفته انسان كامل، اخونا الكبير بيعلن عن حبه لله  الآب و ورانا ازاي المفروض الحب ده يكون. المسيح طول حياته كانت "نعم" لله الآب، فيه لاهوتي اسمه ابيلارد اتكلم ان المسيح هو المثال اللي المفروض بنتشبه بيه،و نتشبه بحبه لله الآب، و اننا لما نشوف حب يسوع لله الآب ده بيدوب قساوة القلب اللي فينا، يسوع طول بشارته بيتكلم عن ابوه، و في البستان بيقول لله الآب انا واثق فيك، و على الصليب بيقول انا متالم و بينشد مزمور 22 (اقرأ المزمور كله). لو اي حد قرأ المزمور حيلاقي فيه الثقة الشديدة في الله، و جواب الله على ثقة و محبة يسوع ليه هي القيامة،  احنا مدعوين اننا نحاكي و نتشبه و نقلد حياة يسوع المسيح، احنا مدعويين ان حياتنا تبقى زي المسيح قبول غير مشروط لكل انسان و فوق كل انسان ثقة في الله  الله حيعلن الحق و يقول الكلمة الآخيرة. الكلمة الآخيرة هي قيامة البار و المظلوم و استرداد الحق.

موت المسيح و قيامته ... آية يونان
المسيح قال ان الآية اللي حيعطيها للناس هي آية يونان. يعني ايه؟ اكيد وجه الشبه مش ثلاث ايام بس. و لا الحوت و القبر بس. فيه فارق كمان مهم جدا. يسوع بيقول ان زي ما كان يونان في بطن الحوت و بعدين خرج و راح بشر المدينة و حصل خلاص للنينوى. يسوع المسيح بموته و قيامته حيجي الملكوت. سيادة المسيح حتعلن. نصرته على الموت جابت الملكوت على الارض. موت المسيح و قيامته هي رسالة الخلاص و بشرى الملكوت. ميلاد المسيح و حياته و اسبوع البصخة و سبت الفرح و عيد القيامة و الخماسين المقدسة كلها احداث مرتبطة ببعضها. كلها افعال خلاصية، كلها افعال ملكوتية، كلها إعلان من الله انه ليه بيثق فينا و له قدامنا فرصة، بموت المسيح تحول الموت و تحوات العذابات لآلام محيية، عشان كده بنقول "لك القوة و المجد"، الصلب هو المركبة اللي ركبها المسيح عشان يمرمط مملكة الشيطان و يبهدله،  بالقيامة  بقى لينا رجاء، الله برأ يسوع، احنا صلبنا يسوع عشان شفناه مهرطق و خطر سياسي، منظومتنا الدينية و السياسية فاسدة، لكن الله صالح؛ الله حق، الله حوِّل مصير "عبد يهوه" من مصير شكلة زل و هوان لنصرة في معركة كونية، نصرة على الشيطان بكل جنوده.

احنا والقيامة
لكن من كل المشاهد المؤثرة دي، المشهد السعيد اللي احنا بنفتكره انه بينهي القصة التاريخية لشخص المسيح: هو القيامة، بنحتفل بيها ونفرح ان المسيح انتصر على الموت وقام. لكن مش هو ده هدف القيامة، وفي الواقع القيامة مش نهاية اطلاقًا.  القيامة مش بس حدث تاريخي متوثق حصل في وقت ما في الماضي و انتهي. بالعكس، هو حدث حاضر دايمًا و حضوره دا بيسبب اصلاح في الحياة البشرية.
عشان القيامة هي شركتنا مع الماضي و الحاضر و المستقبل. احنا دلوقتي بنشوف نفسنا بعيون القيامة و من خلال حدث القيامة. بنشوف نفسنا ممجدين برغم الالم و الضعف. بقى عندنا ثقة ان لينا مستقبل يتخطي العالم، حاجة ابعد،  فيه رجاء لمجد وسلام مش هنحسه غير بالشركة مع حدث القيامة. 

في مشهد فلاش باك بسيط، ممكن نفتكر مشهد طرد الباعة من الهيكل، لما يسوع دخل الهيكل وعمل "مواجهة تجارة الحيوانات واعمال المال، يظهر يسوع جودته التي تشفي" (راتسنجر، 36) إذ "وكان هناك أيضا عميان وعرج اقتربوا منه فشفاهم" (٢١: ١٤). "إنه التطهير الحقيقي للهيكل. فهو لم يأت في هيئة مقوض، ولم يحمل سيف ثائر، بل جاء بموهبة الشفاء." (راتسنجر، 37). برغم ثورة يسوع على  الباعة في الهيكل، لكن ثورته مكنتش ثورة على استغلال بقدر ما كانت ثورة لأجل الشفاء، تطهيره للهيكل كان تطهير المكان اللي بدل من انه يصير مكان شفاء والخلاص صار مكان تضرر واساءة. جاء يسوع ثائرا لأجل الشفاء، وكان سلطانه سلطان الحب لهؤلاء المرضى والمجروحين، كل جرح وكل ألم وكل تعب وكل وجع بقى فيه بعده رجاء وأمل وشفاء بالقيامة.
الموضوع موقفش هنا و بس. في مشهد تاني، و رغم الوقت الكتير اللي قضاه يسوع مع التلاميذ و رغم شهادتهم علي حدث القيامة. الا انه بعد القيامة و "اتفضت الليلة" رجعوا للحياة اللي كانوا فيها. رجعوا يصطادوا سمك. عادي جدا ولا كأن كان فيه شخص فيه اسمه المسيح ولا اي حاجة. القيامة مكنتش حدث ملموس على المستوى الشخصي برغم انها كانت ملموسة على مستوى الحدث كشئ حصل، لكن مكنوش شايفيين فيها اي استفادة فيما يبدو، الموضوع كان غريب. و اذ فجأة و في نص ما هما مكملين حياتهم العادية و بيشتغلوا لقوا حد غريب بينادي و بيطلب منهم "سمك"!! 

"سمك"؟!! .هو مكنش عايز السمك علي اد ما كان عايز يشاركهم.  و هنا بدأ المسيح يشارك التلاميذ في ظهورات كتير، شاركهم فيها بحاجات كتير جدا من تعاليم  و نصايح. هو متخلاش عنهم و النهاية مكنتش القيامة، الحدث الختامي أصبح حدث مستمر، الذورة مبتبقاش نقطة في اعلى المنحنى لكن بتتحول لخط مستقيم على نفس مستواها، بتتحول لحركة دايمة لا نهائية.  القيامة كانت تفعيل الشركة اللي بدأت بالاخلاء، و طبيعي كانت حياة الشركة دي تستمر حتي بعد الحدث نفسه. 

الإحتفال
مهما حاولت تحتفل بعيد القيامة، هتفضل تحتفل بمجرد ذكرى ملهاش صدى حقيقي جواك، إلا لما تدرك غاية القيامة الحقيقية، غاية الإخلاء واجتياز الالم والموت ثم القيامة. والإدراك هو مش إدراك نظري، لكن إدراك عملي، مواقفك من الالم والوجع والحزن هي اللي هتعبر عن ده، اتخاذك من فعل الشركة اسلوب حياة هو اللي هيعكس ده. لأنه شركتك مع يسوع معناه شركتك في الجسد الواحد، لأنك انت مش فرد عايش بطوله، دا ضد الايمان اللي انت بتأمن بيه، متتأثرش بالكلام اللي بيصور ان الانعزالية مريحة و انها بتخليك احسن، لأنها ضد عمل القيامة، و ضد رسالتك كشخص مسيحي في العالم.  مطلوب منك انك تشارك اللي حواليك. تشجع و تشدد. تقوي و تساعد.
جماعة المؤمنين مش بس بتتكلم عن المسيح القائم من بين الاموات و مش بس بتحتفل بيه في يوم ما في السنة، لكن  هو مفروض المكان اللي بيظهر فيه المسيح القائم اللي شاركنا في قيامته. دي الشركة اللي بين جماعة المؤمنين. 

اللاهوتيين الكبار
عبّر البابا فرنسيس عن القيامة بالكلمات دي (في عظته الأخيرة في احد القيامة) " هذه هي إذا القيامة: إنها الخروج، عبور الإنسان من عبودية الخطيئة، والشر، إلى حرية المحبة، والخير. لأن الله هو حياة، فقط حياة، ومجده هو نحن، الإنسان الحي. الأخوات والأخوة الأحباء، المسيح مات وقام مرة واحدة للأبد من أجل الجميع، ولكن قوة القيامة، هذا العبور من عبودية الشر إلى حرية الخير، يجب أن تُطبق في كل وقت، في المساحات الملموسة من وجودنا، وفي حياتنا اليومية. فكمْ من الصحاري التي، اليوم أيضاً، ينبغي على البشر أن يعبروها! وقبل كل شيء الصحراء الموجودة في داخلنا، عندما تغيب محبة الله ومحبة القريب، عندما ينقص الوعي بأننا حماة لكل ما وهبنا إياه الخالق وما يهبنا إياه. ولكن رحمة الله يمكنها أن تُزهر الأراضي الأكثر قحالة، يمكنها أن تعطي الحياة مجددا للعظام اليابسة (حز ٣٧، ١- ١٤). ومن ثم، فهذه هي الدعوة التي أتوجه بها للجميع: دعونا نستقبل نعمة قيامة المسيح! دعونا نترك رحمة الله تجددنا، دعونا نترك أنفسنا لمحبة يسوع، دعونا نترك قدرة محبته تحول حياتنا أيضاً؛ فنصبح أدوات لهذه الرحمة، وقنوات يستطيع الله من خلالها أن يري الأرض، ويحفظ الخليقة كلها، ويزهر العدل والسلام. وهكذا نطلب من يسوع القائم، الذي حوّل الموت إلى حياة، أن يبدل الكراهية إلى محبة، الانتقام إلى مغفرة، والحرب إلى سلام. نعم، فيسوع هو سلامنا وباسمه نطلب السلام من أجل العالم كله."[1]
وقبليه البابا بنديكتوس السادس عشر قال :” هنالك صلة قويّة بين الصليب والقيامة التي لا يمكن للمسيحيّ ان ينساها من دون هذه الصلة ، تمجيد الصليب كان من الممكن أن يعني تبرير العذاب والموت لكي لا نجد فيهما سوى نهاية محتمة . بالنسبة للمسيحيّين تمجيد الصليب يعني المشاركة في المحبّة غير المشروطة التي يكنّها الله للانسان . انه فعل ايمان ! تمجيد الصليب ، في منظور القيامة يعني الرغبة في العيش وفي التعبير عن هذه المحبّة ، انه فعل محبّة! تمجيد الصليب يؤدي الى الالتزام بالتحوّل الى رسل المناولة الاخوية والكنسيّة ومصدر الشهادة المسيحيّة الحقيقيّة ، انه فعل رجاء ."

ايه علاقة مصر بفرنسا بالسلفادور باورشاليم؟
طبعا القديس اللاهوتي اثناسيوس غني عن التعريف. و برضو غني عن التعريف تعبيرة عن التجسد بعبارته الخالدة "لقد تجسد الله ليتاله الانسان" و اللي اخذها من آباء سبقوه لكن الصراحة هو طورها حبتين. اثناسيوس شايف ان لولا تجسد الله مكنش فيه تاله و رفعة و شركة بين الله و الانسان. مكنش حيبقى فيه خلود و قيامة من الموت و نصرة على الموت. التعبير ده هو التاله. القيامة بتدينا التاله ده، بتدينا التاله لان المسيح زي ما قال القديس اللاهوتي ايرنيؤس – كان من فرنسا- هو "انجماع الكل في المسيح"، المسيح لما قام من الموت قومنا معاه و فيه، الله "تصالح مع البشر الخطاه و غفر خطاياهم و بررهن و ضمهم اليه عبر شخص الابن الوحيد الحبيب الذي وحد نفسه معهم" (مدخل الى العقيدة المسيحية) . و جه بعد كده لاهوتي من السلفادور اسمه جون سوبريو اتكلم عن المسيح "المحرر" من الظلم و الفقر.
 
اللي عاوزين نقوله حدث القيامة ده مش مجرد حدث نتفرج عليه ده حدث يغير مخنا و فكرنا و اسلوب حياتنا. يخلينا نبص للبشرية انهم اخوة منجمعين في يسوع الناصري و ممجدين في يسوع الناصري و مدعوين انهم ينشروا حرية و عدل و خير من عند يسوع الناصري و يعلنوا ملك ابوه على الارض. مش بس كده يعلنوا حضورة اللي هو اتكلم عليه حيكون من خلال حضورة الممجد في الروح القدس داخل المؤمن و الكنيسة.

كل سنة وانتم طيبيين
جمعة الالام 29 ابريل 2016


[1] http://saintantoine.liteweb.info/%D8%A3%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A1/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%82%D8%AF%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D8%AD-%D8%A3%D8%AD%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%85%D8%A9

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

الثاليا: قصيدة آريوس، مقدمة وترجمة

الآريوسية هي المسيحية الحقيقة: "المسيحية الموحدة بالله"، قَدَمَ هذه الفكرة أحد الكتاب المصريين ونشرها في احد الجرائد الرسمية، وكتب عدة مقالات متفرقة عنها. ووصف آريوس والآريوسيين بالـ "مسيحيين الموحدين بالله"، وكان القصد من ذلك الإشارة أن المسيحية الأرثوذكسية التي واجهت للآريوسية لم تكن موحدة بالله لوجود فكرة الثالوث ، وان آريوس – كحامل للمسيحية الصحيحة- قدم المسيح كإنسان ونبي. لكن في مجمع نيقية تم الحكم على آريوس ظلمًا وإختراع فكرة الثالوث وتأليه المسيح.