التخطي إلى المحتوى الرئيسي

من هو ملكي صادق: دراسة في ضوء الكتاب المقدس والأدب اليهودي وكتابات الأبوكريفا ونصوص الآباء


من هو ملكي صادق
دراسة في ضوء الكتاب المقدس والأدب اليهودي وكتابات الأبوكريفا ونصوص الآباء
2009

ركز إهتمامك أيها الإنسان ... على إمتياز الأفكار!!
هايتى 30- أفستا
توطئة
يبدأ التعامل مع قضية دينية ما من منطلق نصوصها الدينية (أي الكتابية في موقفنا هذا)، لأنها هي الوحيدة النصوص المعصومة والناقل الأكيد للحق، ولكن تبدأ المشكلة حينما لا تكون تلك النصوص كافية، وتكون القضية مبهمة لا توجد لها أدلة كافية في النص المقدس. وهنا يكون لزاماً علينا أن نخرج خارج إطار النصوص المقدسة ونبحث في نتاج الفكر الإنساني المجرد، ذلك التراث الذي أنتجه لنا العقل البشري في فترات زمنية سحيقة أثناء بحثه عن الحق والإستنارة، ربما ضل في بعض الأحيان وربما أهتدى في أحيانٍ أخرى.
(تابع بالأسفل)

إن أية كتابات دينية ظهرت عبر التاريخ القديم حملت فكراً لاهوتياً، هذا الفكر حتى ولو كان مناقضاً للفكر الكتابي المسيحي، هو محاولة فى سلسلة طويلة من محاولات الإنسان للسعى نحو الحكمة الأبدية والحقائق المطلقة ... أى الوصول إلى الله.
لكن كثيرون يرفضون البحث خارج النصوص الكتابية، وكثيرون يرفضون نبش الإسطورة وتحليل التراث، بحجة أنه لا يمكن أن يكون هناك إلا خرافة لا تحتوي على أي حق. ولكن، هؤلاء أساءوا فهم الأسطورة وأساءوا إستخدام المقدس. يقول سيد القمني: "نحن نرى الأسطورة تسجيلاً للوعي الإنساني واللاوعي في آن معاً... يمكننا المجازفة بالقول أن الإسطورة وإن إشتملت على أحلام وإنفعالات وتصورات وأخيلة، فإنها إشتملت أيضاً على حقائق يمكن ان تنكشف بوضوح إذا عرفنا كيف نفسرها بعد ربطها بشرطها التاريخي، ومكانها في النسق المعرفي لزمكانها"[1].
لذلك وفي بحثنا هذا، سنحاول فك شفيرة النص الديني الغامض، ونحاول سبر أغوار الإسطورة، والخوض في تفاصيل الأخيلة الإنسانية لأجل أن نستخرج التاريخ من بين طيات الخرافة، ونستخلص الحق من بين براثن الإسطورة.


مقدمة
ملكي-صادق هو أحد أكثر الشخصيات التي أثير الجدل حول ماهيتها في الكتاب المقدس، وخارج الكتاب المقدس، وظلت المحاولات مستمرة لأجل معرفة حقيقته.
وهنا أحد هذه المحاولات، من خلال دراسة النصوص الكتابية والغير كتابية التى تحدثت عن ملكي-صادق، كالكتابات اليهودية والغنوسية وكتابات الأباء والتراث السامري وغيرها، ومن خلال وضع النصوص الكتابية في مواجهة هذه النصوص الأخرى، نتصدى لكل رأي مقترح ونختبره بكل ما فى وسعنا من طرق للتاكد من جوانب حقائقه وجوانب نقصه، لكي نصل بالأمر لحقيقة ما.
مثلاً ظهر ملكي-صادق في العديد من الكتابات اليهودية مما يشير إلي أهميته في الفكر اللاهوتي اليهودي[2]، فقد رأته اليهودية الرابانية كسام أبن نوح، وكملاك متجسد يؤدي وظيفة كهنوتية مثل رئيس الملائكة ميخائيل أو ككاهن عالي مثال للعصر المسياني الذي سيبرز جنباً إلي جنب مع المسيا[3]، ورأته الغنوسية كرئيس الملائكة ميخائيل.
لكن كما سنرى لم يُمثّل ملكي-صادق في هذه الكتابات كشخصية تاريخية فقط بل أيضاً كصورة آخروية لها بعد مسياني، وهو ذات البعد الذي رآه كاتب العبرانين في (عب 1:7-10).

معني الإسم "ملكي-صادق"
تقليدياً الإسم "ملكي-صادق מלכי־צדק" يُترجم إلي "ملك البر (الصلاح)"، لكن هذا الإسم ربما يمثل أحد الصيغ  الكنعانية القديمة التي توازي مثيليها "أدوني-صادق (يش 1:10) و أبي-مالك (تك 2:20)"[4]. فـ "صادق Sydyk" من المحتمل أنه أحد إله الفينيقيين[5] وأهل سبأ[6]، وهكذا يصبح معنى الإسم "الملك هو صادق (إسم علم للإله)" أو "صادق ملكي".
أما في الترجمة السبعينية فنُقل الإسم إلي [7]Μελχισεδεκ (Melchisedek)، وكذلك في القبطية[8].

ملكي-صادق في العهد القديم وترجماته
ياتي ذكر ملكي-صادق في العهد القديم في نصين:
أ. النص الأول هو (تك 18:14-20) وهو يصف اللقاء بين ملكي-صادق وإبراهيم الذي كان عائداً من إنتصاره على كدرلعومر والملوك الذين حاربوا معه:"وملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا وخمرا. وكان كاهنا لله العلي"، هذا النص (وهو هنا حسب النص الماسوري) يذكر ملكي-صادق كملك لمدينة تُدعى شاليم שׁלם -وهو على الأرجح الإسم المبكر لأروشليم[9] كما يؤيد ذلك الوصف الجغرافي فى تك14 وووصف "أدوني-صادق" كملك كنعاني لأورشليم ما قبل إسرائيل[10]، و(مزمور 2:76) "في شاليم مقامة ومسكنه في صهيون"، كما يبدو أيضاً أن سفر التكوين الأبوكريفي Gensis Apocryphon يعتبر كلاً من شاليم وأورشليم واحداً[11]، لكن لابد نلاحظ أن شاليم أيضاً هو إسم إله فينيقي (إله الغسق)[12].
و يضيف  النص أن ملكي-صادق هو كاهن لله العلي لكن لا يقول أنه كاهن "شاليم" بل كاهن "إيل عليون לאל עליון" أي "الله العلي".
تقول التفاسير الرابيه لسفر التكوين أن ملكي-صادق هو سام إبن نوح (وهو ما سنناقشة فيما بعد)، الذي كان ملكاً وكاهناً بحسب التسلسل الأبائي من أباه[13] (رج تك 26:9) لكنه إحتفظ بعبادته للإله الحقيقي ولم يضل مع الباقيين. لكن يرى ماثيو بول أن ملكي-صادق ربما كان ملكاً كنعانياً وكاهناً لله الحقيقي في ذات الوقت[14]، فنحن نرى نماذج لشخصيات عبدت الإله الحقيقي من خارج الشعب مثل أيوب وأستير. وملكي-صادق كما يبدو قدَم الخبز والخمر على عادة أهل فينيقيا وبابل[15]. لكن نلاحظ هذا الإنفتاح على الديانة الكنعانية لا نقرأه في نص آخر في الكتاب المقدس[16] أو النظرة اليهودية الدينية للكنعانيين[17].
الكلمات أيضاً "كان كاهناً لله العلي" توحي أن أبناؤه أو سلالته لم يكونوا كهنة[18].
النص في الترجمة السبعينية LXX : تتبع الترجمة السبعينية للإصحاح الرابع عشر نفس نهج قصة ملكي-صادق كما في النص الماسوري، لكن هناك ستة إختلافات بارزة[19] أهمها:
1 Nyyw Mxl (رغيف وخمر- بالمفرد) تصبح a!rtouj (أرغفة - جمع) kai_ oi]non (وخمر)
2. "إسم الإله العلي" في عدد 22، ذكر ببساطة في السبعينية كـ to_n qeo_n u#yiston بدلاً من Nwyl( l) hwhy الماسوري.
النص في الترجمة البسيطة (السريانية) Peshitta تحمل أختلافات طفيفة بينها وبين النص الماسوري[20]:
1. ملك ساليم يُدعي Mlkyzdq وهو يحجُب الأصل الحقيقي للكلمة
2. وتدعوه أيضاً السريانية "كاهن الله العالي"، لكنها تستخدم كلمة "كاهن" وهو تعبير يُستخدم في أغلب الأحيان للكاهن الوثني[21].
النص في التوراة السامرية: تترجم التوراة السامرية إسم ملكي-صادق إلي "الملك العادل"[22] وتصفه أنه إمام (كاهن) للقادر العالي (تك 18:20)[23]، ويلاحظ إنه أيضاً في النص السامري كما في النص الماسوري ليس واضحاً من الذي قدم العشور لمن (تك 20:20)[24].

ب. النص الثاني الذي يذكر لملكي-صادق في العهد القديم هو في مزمور ملكي : مز 4:110، الذي فيه يٌخاطبُ ملك غير مسمّى مِنْ سلالةِ داودية؛ ويخاطب بأنه ' كاهن إلى الأبد ' ويُرتَبطُ بالماضي كوريث لملكي-صادق[25].
والتفسير التقليدي هو أن الرب (يهوه) يخاطب رب داود (أدوناي)، إذ تقترح الآية أن الملك الكاهن المسياني سيتولى منصباً في رتبة غير هارونية جديدة يحاكي ذلك الخاص بملكي-صادق[26]، هذا التفسير اليهودي المسياني كان في كل من عصر ما قبل المسيحية والعصر المسيحي المبكر[27].
لكن هناك شك قليل في أن النص العبري (מלכּי־צדק) المزمور يُلمّح للملك ملكي-صادق المذكور في تكوين 14[28] (Ml# Klm)، فالكلمة في النص الماسوري للمزمور تبدو أنها مركبة من كلمتين מלכּ (ملك) و צדק (السلام) وبينهما י (يود إنتقالية Transitional Hireq Yod) ليصبح معنى الكلمتين معاً "ملك السلام"[29] (تك 18:20).

ملكي-صادق في كتابات ما بين العهدين
أول ذكر لملكي-صادق خارج النصوص الكتابية نجده في مخطوطات قمران[30]  (11Q Melch or 11Q 13) (مخطوطة ملكي-صادق) في هذا النص تلعب شخصية ملكي صادق دوراً أساسياً كرئيس لجماعة الأبرار، وكقاض وكمخلص وملك لنهاية الدهور[31]. النقطة الأساسية في هذا النص هو تركيزه على دور ملكي صادق الكفاري كمخلص "هو الذي سيقودهم ...ويعلن لهم الحرية دافعاً لهم فدية اخطائهم كلها" (ملكي-صادق عدد6)، كما يقدمه النص كديان "هو الذي في قدرته سيحاكم قديسي الله بحسب أعمال البر" (عدد 10)، ويربطه النص بمزمور آساف (مز 1:82) "رب واقف في الجماعة ووسط الآلهة يقضي" (ملكي-صادق عدد 10)، ويصل النص لذروته عندما يقدم ملكي صادق في النهاية كمسيح "والرسول هو مسيح الروح الذي قال عنه دانيال: حتى رئيس مسيح، سبعة أسابيع والذي سيأتي" (عدد 18) وكإله " وإلهك هو ملكي صادق الذي سيحرر من يد بلعال" (عدد 24). دور ملكي صادق هنا إذاً هو دور كفاري وقضائي ومسياني، أي هو دور إلهي (ق. مع عب 5).
وبينما يقدم مخطوط ملكي-صادق الشخصية ببعد آخروي (إسخاتولجي) مسياني، تقدمه ابوكريفا التكوين كشخصية تاريخية كلياً.

في ابوكريفا التكوين (العنوان الأصلي له هو رؤيا لامك) وهو نص آرامي يرجع تاريخه بين القرنين الأول قبل الميلاد والأول الميلادي[32] وجد ضمن مخطوطات قمران، يشير جزء منه إلي ملكي-صادق (1Qap Gen XXII.14-17)[33]، هذا الجزء ينقل فهماً حرفياً لنص سفر التكوين دون أي تعديلات لاهوتية أو حتى تنتمي لفكر قمران بعكس باقي المخطوط، الفرق الوحيد هو إستبدال "الخبز والخمر" بـ "الطعام والشراب"، والتأكيد على أن شاليم هي أورشليم[34].
في مخطوط تنظيم الحرب (بين أبناء النور وأبناء الظلام) (1QM) من ضمن مخطوطات قمران، يبدو ملكي صادق أنه رئيس الملائكة ميخائيل الذي هو "أمير النور" (1QM 13:10; 16:6-8; 17:7)[35]

ملكي-صادق في الأدب اليهودي
فيلو[36]: يٌلبس شخصية ملكي-صادق في زي الفلسفة الأفلاطونية ويفسر مجازياً السمات التاريخية لنص سفر التكوين[37]، فملكي-صادق هو ذهن íïõò مَلَكِي الذي –على عكس الملوك الطغاة- ( Allegorical Interpretation 3.79-80 )[38] أصدر قوانين سارة ويقدم للنفس طعام الفرح والسعادة. أنه عقل λογος كهنوتي الذي يحرر النفس بعطية الخمر من الإلهام الأرضي ويسكرها بفضائل سماوية[39]  ( Allegorical Interpretation 3.81-82 )[40]لكن ملكي-صادق أيضاً بالنسبة لفيلو هو شخصية حقيقية، ففي [41]On Abraham 235 – وهو الكتاب الذي يسرد فيه حياة إبراهيم يشير إلي ملكي-صادق (دون ذكر إسمه حرفياً) إنه الكاهن الأعلى العظيم لله العليَ.

التقليد السامري: في التقليد السامري السابق للمسيحية ملكي-صادق أُعتُقد بقوة في بناؤه هيكل الطائفة، ظاهرياً هو الكاهن السامري الأول[42]،وهو يعود لسلالة صيدون وكنعان[43] (تك 15:10، 19) حيث إستقر في جرزيم وأسس الهيكل السامري هناك[44]، فكرة وجود ملكي-صادق في جرزيم أوردها أيضاً ايوبليموس Eupolemus أقدم مؤرخ هيليني يهودي (في الشظايا التي نُقلت عنه في الكتابات الأخرى) حيث نقل عنه يوسابيوس قوله أن إبراهيم نزل ضيفاً على ملكي-صادق في جرزيم حيث المعبد الذي بناه[45].
وبالنسبة للتقليد السامري فشاليم هي ليست أورشليم بل هي شاليم التي كانت شرقاً نحو الأردن مثلما إقترح ثيؤدوتس وجيروم أن ملكي-صادق حكم هناك[46]، أيضاً الرحالة الأسبانية إيجريا (390م) رأت قرية كبيرة في وادي الأردن، قيل لها أنها مدينةَ ملكي-صادق[47].

يوسيفوس[48]يذكر يوسيفوس ملكي-صادق في نصين الأول هو في الحرب اليهودية Wars of the Jews (Chapter 10.1)، بحسب هذا النص ملكي صادق هو رئيس كنعاني، لكن يوسيفوس لا يشير إليه بالإسم "ملكي-صادق" لكن بإسم "الملك البار righteous king" كما يشير أيضاً ان أورشليم سميت على إسمه[49] إذ يقول " ...لكنه الذي بَناهه أولاً. كَانَ رجل فعّال بين الكنعانيين، وفي لسانِنا الخاصِ دُعيا الملك المستقيم، لهذا هو حقاً كَانَ؛ الذي فيه يَحْسبُ هو كَانَ [هناك] الكاهن الأول لله، وبَنى أولاً هيكل [هناك]، ودَعا المدينةَ أورشليم، التي دُعِيتْ سالم سابقاً"[50].
النص الثاني هو في العاديات اليهودية of the Jews (Chapter 10:2) Antiquities: " حيث ملكي صادق، ملك مدينةِ سالم، إستقبلَه (إستقبل إبراهيم). ذلك الاسمِ يُبيّنُ، الملك المستقيم: ومثل هذا هو كَانَ، بدون نزاعِ، طالما أنَّ، على هذا النسق، هو عُيّنَ كاهن الله: على أية حال، دَعوا سالم بعدئذ أورشليم"[51].
لكن في أي من النصين يوسيفوس لا يدعو ملكي صادق بلقب ملك السلام، فملكي صادق بالنسبة ليوسيفوس هو شخص تاريخي ليس إلا، رئيس كنعاني وكاهن لله بنى هيكل الله في أورشليم.
  
[52]       
                                                                                                                                                                                                                        
الترجوم الآرامي:
 بينما تذكر التراجيم الخاصة بسفر التكوين إسم ملكي-صادق، لا يذكر ترجوم المزمور 110 إسمه مطلقاً[53]. بالنسبة لتكوين 14، فالترجمة الآرامية أبقته كاملاً في: Targum Onqelos (Tg. Onq.), Codex Neofiti I (Tg. Neof.) ،Targum Pseudo-Jonathan (Tg. Ps.-J.) ،Fragmentary Targums: Yerushalmi II (Frg. Tgs)  [54].
لكن تختلف هذه التراجيم فيما بينها قليلاً في تفاصيل القصة المتعلقة بإبراهيم وملكي صادق، ترجوم أونكليس[55] في العدد 18 يصف ملكي-صادق كملك لأورشليم، ترجوم يوناثان المنتحل[56] في نفس العدد لا يذكر إسم ملكي-صادق لكنه يذكر لقب ملك البر ويضيف أنه هو نفسه سام إبن نوح ملك أورشليم، وفي ترجوم نيوفيتي[57] يُذكر إسم ملكي-صادق وإنه هو سام العظيم[58].

 المدراش اليهودي والتلمود البابلي والكتابات الرابانية الأخرى[59]كأغلب التقاليد اليهودية ملكي-صادق هو سام ابن نوح (Babylonian Talmud Nedarim 32b; Genesis Rabbah 46:7; Genesis Rabbah 56:10; Leviticus Rabbah 25:6; Numbers Rabbah 4:8). الرابي إسحق البابلي يقول أن ملكي-صادق قد وُلد مختوناً (Genesis Rabbah 43:6)، الرابي إليعازر يقول أن ملكي-صادق هو أحد أماكن ثلاثة حيث الروح القدس أظهر نفسه (Babylonian Talmud Makkot 23b)، مدرسة اخرى تقول أن ملكي-صادق عندما قابل إبراهيم سلم له ملابس آدم (Numbers Rabbah 4:8)، الرابي حنا بار بازينا  Hana bar Bizna يعتبر ملكي-صادق كأحد الملائكة الذين ذكروا في (زكريا 3:2) (Babylonian Talmud Sukkah 52b) .

النسخة الأثيوبية لكتاب آدم وحواء[60] (13:3-21) يُخبر نوح إبنه شيم قبل موته لأَخْذ ملكي-صادق، إبن كنعان، الذي إختاره الله من كل الأجيال، وللوقف بجانب جسد آدم بعد أن جُلِبَ من الفلك إلى أورشليم مركز الأرض.ثم أخذ الملاك ميخائيل ملكي-صادق وهو بعمر خمسة عشر سنة، من أبيه، وبعد أن مُسحَ ككاهن، وجَلبَه إلى أورشليم، ثم يتحدث الروح القدس من الفلك محيياً ملكي-صادق كـ"المَخْلُوق الأول لله."

ملكي-صادق وسام إبن نوح: هذا الإعتقاد الذي إمتلأت به المصادر اليهودية (بالإصافة لكتابات الأباء مثل جيروم) ربما نبع من الإعتبارات الزمنية على العُمر التوراتي لسام، وتداخل فترة حياته مع إبراهيم، وإسحاق وحتى يعقوب[61]. أيضاً ربما إعتقاد التقليد اليهودي الذي كُلّ الأبناء الكبار لنوح، قبل بداية الكهنوت الهاروني واللاويين ، كانوا كهنة.

ملكي-صادق في الأدب الأبوكريفي للعهد الجديد والكتابات الغنوسية
سفر أخنوخ الثاني (سفر أخنوخ السلافي ويدعي أيضاً كتاب أسرار أخنوخ)[62]:يقدم سفر أخنوخ الثاني ملكي-صادق على أنه إستمرار لنسل كهنوتي يأتي من متوشالح إلي الإبن الثاني للامك: نير (شقيق نوح) حتي يصل التسلسل إلي ملكي-صادق حفيد لامك[63] (2أخنوخ 71) [64]. ملكي-صادق هنا مولود ولادة معجزية من الأم Sothonim والأب Nir (2اخنوخ 71) بكلمة الله (2أخنوخ 71)، وإذ الله يكشف للأب Nir أَنَّ هذا الطفلِ سَيُؤْخَذُ بواسطة رئيس الملائكة ميخائيل إلى الفردوس ثم بعد الطوفان يُصبح رئيسَ كُلّ الكهنة إلى الأبد (2أخنوخ 71).

رسالة (مقال) ملكي-صادق Melchizede Tractate (NHC IX 1): هو أحد نصوص مكتبة نجع حمادي، وهو نص رؤيوي عنوانه يفيد الإيحاء بشخصية العهد القديم[65]،فيه ملكي-صادق هو أحد البطاركة (الأباء) كملاك رئيس ونموذج مثالي مستقبلي (المحارب الإلهي والكاهن الأكبر الأخروي)[66].هذا التصوير وعلى نحو مُدهش مشابه لنصوص قمران، مع إختلاف هام جداً: أن ملكي-صادق والسيد المسيح هم نفس الشخص[67].

كتابات يو The Books of Jeu : هو مجموعة نصوص غنوسية (لكنها ليست جزء من مكتبة نجع حمادي)، فيه يَصلّي السيد المسيح إلى الأبِّ لأجل "Zorokothora Melchizedek "لكي يَجْلبُ ماءَ المعمودية الناري مِنْ عذراء الضوء" (من المفترض أنها مياه سماوية للمعمودية) (الكتاب الثاني 46:42)[68]، ويفعل ملكي-صادق ذلك مثله. ملكي-صادق كائن سماوي مع وظيفة كهنوتية، كأبّ سامي وكاهن سماوي (لكن بدون محتوى أخرويِ). يَبْدو لقبه Zorokothora مرتبطاً بتعاليم غنوسية سحرية[69].

بستيس صوفيا [70]Pistis Sophia: مخطوط غنوسي آخر وجد خارج مجموعة نجع حمادي يرجع تاريخه للقرن الرابع الميلادي، وهو يتضمّن مجموعة من الحوارات بين السيد المسيح وتلاميذه من الرجال والنساء[71]. ملكي-صادق في هذا النص هو كائن سماوي عمله هو جمع الذراتَ الخفيفة النقية من الكون وإيداعها في خزانة الضوء. في الكتاب 4 من بستيس صوفيا،  Zorokothora Melchizedek عِنْدَه نزاعات مع الأراكنة (إنبثاقات)، التي تُحطّمُ أرواح بقدر ما تستطيع، وبإلهةِ العالم السفلي Hekate، التي تحتجز الأرواح سجينة في عالمها. في هذا النص، كُلّ آثار ملكي-صادق التوراتية وكُلّ العناصر الأخروية قد إختفت. هو الآن ملاك رئيسي، ربما يحمل آثار الكاهن السماوي والمحارب القدسي[72]، ( رج الفصول 25، 26، 86، 112، 128، 129، 131، 139، 140 من بستيس صوفيا).

ملكي-صادق في كتابات الأباء والتقليد المسيحي
هيبوليتيس الروماني[73] (The Refutation of all Heresies 7.34)[74] وأبيفانيوس أسقف سلاميس (Panarion 55) هم الشهود الأكثر أهمية لجماعة من الهراطقة تُدعى "الملكي-صاديقيين Melchizedekians" وضعوا ملكي-صادق كقوة سماوية أعلى من المسيح وساوى بعضهم ملكي-صادق بالروح القدس[75].
مار إفرام السرياني (306-373م) في تفسيره لسفر التكوين (Commentary on Genesis 11.2) إعتبر ملكي-صادق كسام إبن نوح[76].
كبريانوس الشهيد (Epistle 62.4)، وجيروم (On Psalms Homily 36) رأوا أن ملكي-صادق هو السيد المسيح في أحد ظهوراته في العهد القديم[77] Theophania.
أمبروسيوس أسقف ميلان (Homily on Christian faith 3.88) رأى أن ملكي-صادق شخصية تاريخية وملك على ساليم وكاهن لله العلي[78].
هناك تفسير عربي قديم Arabic Catena (ترجمة للإنجليزية شخص يٌدعى George of Oxford) يشير إلي أن ملكي-صادق هو إبن هيراكليم بن فالق بن جومر بن يافث بن نوح، وإسم أمه سالاتئيل[79].
يوستينوس الشهيد قال أن ملكي-صادق الكاهن الغير مختتن بارك إبراهيم المختتن[80]، ملكي-صادق بالنسبة له شخصية حقيقية، ترتليان قدم نفس الرأي أيضاً[81].
ثاؤفيلس الأنطاكي قال أن ملكي-صادق كان أول كاهن أول الكهنوت العالمي[82].

ملكي-صادق في العهد الجديد
بالرغم من شمولية وإتساع العهد الجديد، إلا أن كاتب العبرانين فقط هو الذي يهتم بالشخصية المبهمة لملكي-صادق[83] (عب 10:5، 20:6،  7)، فهو –كما يقول فيرلين د. فيربروج- "يرى فيه إشارة للمسيا الذي يتميز شخصه وخدمته بالبر والسلام"[84].
وهو يرى فيه أيضاً ككاهن أممي إشارة إلي الكاهن العالي المسياني الذي يمارس كهنوتاً عن كل العالم فهو متفوق على الكهنة اللاويين الذين مارسوا الكهنوت عن الشعب اليهودي فقط، ليتمد ويصبح كهنوتاً عالمياً يشتمل الأمم واليهود.
"حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا، صائرا على رتبة ملكي صادق، رئيس كهنة إلى الأبد" (عب 20:6) أي حيث دخل يسوع ليس كاهناً فقط عن الشعب الإسرائيلي بل كاهناً لكل الأمم أيضاً على رتبة ملكي-صادق الكاهن الأممي الذي كهن أمام الله لأجل إٌناس بالتأكيد هم غير يهود.
هذا المفهوم اللاهوتي تؤيده كلمة "رتبة τάξις"، فهي قد تعني "طبيعة أو إسلوب" (وليس بالضرورة إشارةَ إلى أيّ رتبة أَو موقع أعلى)[85] أي "بحسب طبيعة ملكي-صادق"[86] أو "على إسلوب (نمط) كهنوت ملكي-صادق"[87].
و بالنسبة لكاتب العبرانيين ملكي-صادق شخصية حقيقية، فهو يحكي عنه كشخصية حقيقية ظهرت في التاريخ وباركت إبراهيم، كما أنه يضع فرقاً بينه وبين المسيح، فهو ليس المسيح لكن المسيح جاء على "رتبته".
- لكن ماذا يعني أن ملكي-صادق هو " بلا أب بلا أم بلا نسب" (عب 3:7)، الترجمة السريانية تترجم هذا النص هكذا: " الذي أباه وأمه لَمْ يُكْتَبا بين الأنساب؛ ولذا لم يكن معروفاً مَنْ هو"[88]، وكذلك الترجمة العربية المسماه الإنجيل الشريف نقلتها أيضاً هكذا: " ونحن لا نعرف شيئا عن أبيه أو أمه أو نسبه أو بداية حياته أو نهايتها"[89].
- " لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة... هذا يبقى كاهنا إلى الأبد" (عب 7:3) لا يضع كاتب العبرانيين حداً زمنياً لكهنوت ملكي-صادق، وهي صفة تميزه عن كهنوت اللاويين الذين كان ينتهي كهنوتهم بموتهم (عد 24:20-28)[90]، الأمر ليس متعلقاً بملكي-صادق كشخص، بل متعلق بالكهنوت، في الكهنوت اللاوي كان تحديد عمر الكاهن مهماً جداً لذا كان لا يمكن للكاهن أن يبدأ خدمته إلا عند بلوغ الخامسة والعشرون وعليه أن يتقاعد عند بلوغ سن الخمسين (رج عدد 1:4-3،22-23، 35، 43،، 24:8-25)، كذلك نسب الكاهن أيضاً كان مهماً.


خلاصة
هل يمكن أن يكون ملكي-صادق هو سام إبن نوح؟ الشئ المؤكد هو أن ملكي-صادق هو شخصية تاريخية بشرية، وليس ظهور إلهي. لكن ربما كان الإسم "ملكي-صادق" هو مجرد لقب.
هل كان ملكي-صادق كاهناً؟ ربما لم يكن كاهناً بالمعني المفهوم، فكلمة " כּהן" ربما تحمل معني " مستشار له ثقة confidential advisor"[91]، أي حكيم أو شخص يُرجع له عند المشورة، وربما أيضاً تحمل إشارة لشخص مسؤل عن الأمور المقدسة أي تقديم الذبائح[92] (ولهذا أمر ربما دعاه الوحي كاهناً) وهو المفهوم الذي نظر إليه كاتب العبرانيين في معرض حديثه عن ملكي-صادق والمسيح.
لكن كيف عرف ملكي-صادق بأمر الذبائح؟ أمر أكيد أنه منحدر من نوح وقد توارث الأمر، لكن هل له علاقة بسام؟ لا يوجد ما يمنع أن يكون إبناً لسام أو يكون نفسه هو سام خاصة أن حساب الأعمار الكتابية يجعل سام معاصراً لعصر إبراهيم، لاحظ أيضاً التشابه الكبير بين بركة سام في (تك26:9) وبركة ملكي-صادق في (تك19:14) لكن الأمر لازال مستبعداً لصمت سفر التكوين عن ذكر أي علاقة بسام، خاصة أن نسب سام قد ذكر في (تك 22:10).
من الناحية اللاهوتية، ما يبدو أكثر منطقية وقبولاً هو ان ملكي-صادق كان –كما يقول هايدوك- أممي طاهر عَشَقَ الله الحقيقي[93]، ولهذا الأمر صداه اللاهوتي، فالمسيح جاء كاهناً نيابة عن كل إنسان ليس عن رتبة هارون ليس عن اليهود فقط بل حتى عن الأمم، عن الإنسانية كلها لذا فهو جاء على رتبة ملكي-صادق المؤمن الأممي، فكما ذكرنا من قبل وكما رأى فيه كاتب العبرانيين هو كاهن أممي يرمز للكاهن العالي المسياني الذي يمارس كهنوتاً عن كل الأمم فهو متفوق على كهنوت اللاويين الذي كان عن الشعب اليهودي فقط، فهو كهنوت عالمي. ربما أيضاً لهذا تكلم عنه كاتب العبرانيين أنه بلا أب بلا أم بلا نسب، فليس مهماً إذ كان ذو نسل يهودي أم لا، لكنه كان عابداً وخادماً للإله الحقيقي وهذا هو المهم.



[1]  سيد القمني، الإسطورة والتراث، المركز المصري لبحوث الحضارة، القاهرة 1999، ص25، 26
[2] Alexey Somov, The Image of Melchizedek in the Epistle to the Hebrews and in the Jewish Texts of the Second Temple Period, published by the Inheritance Biblical College, (http://www.nasledie-college.narod.ru/Doclad3/Somov2.pdf), p.1
[3]  فيرلين د. فيربروج، القاموس الموسوعي للعهد الجديد، دار لوجوس للنشر، القاهرة 2007، ص425، مدخل: 3519
[4] The Interpreter’s Dictionary of the Bible: An Illustrated Encyc., Vol. 3, Abingdon PressNY, p343
[5]  "صادق" هو إسم إله فينيقي ذكره الكاتب الروماني الذي أرخ للحقبة الفينيقية Philo of Byblos وقد حفظ هذا النص يوسابيوس في كتابة  (الإعداد للإنجيل) Praeparatio Evangelica (10:1)
Eusebius of Caesarea: Praeparatio Evangelica, translated by Tr. E.H. Gifford, 1903 (http://www.tertullian.org/fathers)
See also, Van Der Toorn, K. et al., Dictionary of Deities and Demons in the Bible. Wm. B. Eerdmans Publishing, 1996, entry Zedeq
[6]  بولس الفغالي، المجموعة الكتابية 2: سفر التكوين، منشورات المكتبة البولسية 1988،ص219
[7] Greek Old Testament, the Septuagint (LXX), edited by Alfred Rahlfs
[8]  ميخائيل مكسي إسكندر، أخنوخ-ملكي صادق-أيوب- بلعام، مكتبة المحبة 1998، ص17
[9] Keil & Delitzsch Commentary on the Old Testament,  رج أيضاً مز 76:2
[10] R. Laird Harris, Theological Wordbook of the Old Testament, Moody Press, Chicago 1980, entry Strong 4442
[11] The Interpreter’s Dictionary of the Bible, p343
[12] Salim George Khalaf, Phoenician Canaanite Encyclopedia, Virtual Center for Phoenician Studies 2009 (http://phoenicia.org/)
[13] John Wesley's Explanatory Notes on the Whole Bible
[14] Mathew Poole Commentary on the Bible
[15]  الفغالي، سفر التكوين،ص220
[16]  الفغالي، سفر التكوين،ص220،
[17] The Interpreter’s Dictionary, p343
[18] Encyclopedia Biblica, Vol. II, MacmillanNY 1899, Entry: Melchizedek
[19] J.A. Fitzmyer, Melchizedek in the MT, LXX, and the NT, Biblica 81, 2000, p.67
[20] Ibid, p.68
[21] Ibid, p.68,
    F.C. Burkitt, The Syriac Forms of New Testament Proper Names , PBA 5, London 1914, p. 28
[22]  التوراة السامرية، ترجمة أبو الحسن إسحق الصوري، دار نون 2008
[23]  التوراة السامرية،
[24]  التوراة السامرية،
[25] J.A. Fitzmyer, p.63
[26]  فيرلين د. فيربروج، ص425، مدخل: 3519
[27]  فيرلين د. فيربروج، ص425، مدخل: 3519
[28] J.A. Fitzmyer, p.63-64
[29] Philip Yim Kwok Hung, Pslam 110, (http://philenid.tripod.com/biblestudy/Psalm_110B.htm)
[30] Encyclopedia Judaica, 2nd Edition, Vol. 14, Thomson Gale 2007, p.11
[31]  أندريه دوبون ومارك فيلوننكو، التوراة كتابات ما بين العهدين، مخطوطات قمران، ج1: الكتب الأسينية، ترجمة موسى ديب الخوري، دار الطليعة، دمشق 1998، ص455
[32] Alexey Somov, The Image of Melchizedek,p.6
[33] Alexey Somov, The Image of Melchizedek, p.6
أندريه دوبون ومارك فيلوننكو، مخطوطات قمران، ج1: الكتب الأسينية، ص504
[34]  أندريه دوبون ومارك فيلوننكو،مخطوطات قمران، ج1: الكتب الأسينية، ص504
[35]  أندريه دوبون ومارك فيلوننكو، مخطوطات قمران، ج1: الكتب الأسينية،، ص237
[36]  فيلو السكندري (اليهودي): "هو فيلسوق يهودي الأصل عاصر الجيل المسيحي الأول، ترك عدة مؤلفات في التاريخ الكتابي. لربما أثر أسلوبه التفسيري الرمزي التمثيلي وإلهامه الأفلطوني الجديد في آباء الكنيسة اليونانية". الأب صبحي حموي اليسوعي، معجم الإيمان المسيحي، دار المشرق بيروت 1998، ص363
[37]  فيرلين د. فيربروج، القاموس الموسوعي، ص425، مدخل: 3519
[38] Charles Duke Yonge, The Works of Philo Judaeus, London, H. G. Bohn, 1854-1890 (http://www.earlyjewishwritings.com/yonge)
[39]  فيرلين د. فيربروج، القاموس الموسوعي، ص425، مدخل: 3519
[40] Charles Duke Yonge, The Works of Philo
[41] Charles Duke Yonge, The Works of Philo
[42]  فيرلين د. فيربروج، القاموس الموسوعي، ص425، مدخل: 3519
[43] Ingrid Hjelm, The Samaritans in Josephus’ Jewish “History”, The Fifth International Congress of Samaritan Studies, Helsinki, 2000, p.7
[44] Ingrid Hjelm, The Samaritans in Josephus, p.10
[45] Eusebius, Preparation 9.17-18 cited in: Fragments of (Pseudo-)Eupolemus, (http://www.tertullian.org/)
[46] W.M. Thomson, The Land and the Book or Biblical Illustrations Drawn From The Manners And Customs, The Scenes and Scenery of The Holy Land, (www.theSamaritanUpdate.com) 2008, p.3
[47] M. M. Ninan, The problem of Melchizedek, San Jose, CA 2003, p.5
[48]  يوسيفوس فلافيوس: "(37م- 100م) مؤرخ يهودي وُلد في اورشليم وشهد خرابها على يد تيطس، له كتب الحرب اليهودية والعاديات اليهودية وهو تاريخ عام من الخليقة حتى 69م مع ترجمة حياته" الأب صبحي حموي اليسوعي، معجم الإيمان المسيحي، ص558
[49] Bert Jan Lietaert, Melchizedek. An Allegorical Reading of Genesis in Hebrews 7, SBL Annual Meeting, Boston, Nov. 2008, University Amsterdam,  p.2
[50] Flavius Josephus: Wars of the Jews, Translated by William Whiston, (PC Study Bible 5 Electronic Database)
[51] Flavius Josephus: Antiquities of the Jews, Translated by William Whiston, (PC Study Bible 5 Electronic Database)
[52] F.L. Horton, The Melchizedek Tradition, p.86 cited in Mikeal C. Parsons, “Son and High Priest: A Study in the Christology of Hebrews,” Evangelical Quarterly 60: (1988): 195-215
[53] M. McNamara, Melchizedek: Gen 14,17-20 in the Targums, in Rabbinic and Early Christian Literature, Biblica 81 (2000) 1-31, p.1
[54] M. McNamara, Melchizedek, p.1
[55] J. W. Etheridge, The Targums of Onkelos and Jonathan Ben Uzziel On the Pentateuch With The Fragments of the Jerusalem Targum From the Chaldee, 1862
[56] J. W. Etheridge, The Targums,
[57] M. McNamara, Melchizedek, p.3
[58]  من المرجح ان يكون إبراهيم قد عاصر سام إبن نوح بالفعل، وهو ما يدعيه أيضاً سفر ياشر إذ يقول أن إبراهيم بعد ما أنهى فترة حداده على سارة زوجته أرسل إبنه إسحق بعيداً وذهب هو لبيت سام (ياشر 13:24-17، 17:28-25) The Book of Jasher, J.H. Parry & Company, Salt Lake City, 1887.
[59] Wikipedia, the free encyclopedia, entry: Melchizedek
    The Babylonian Talmud, English Trasnlation: Editor Rabbi Dr. I. Epstein, The Soncino Press 1961
[60] The Forgotten Books of Eden, E. C. Marsh,  The Early Christian Research Library 2003, (www.ecmarsh.com)
[61] M. McNamara, Melchizedek, p.15
[62]  سفر اخنوخ الثاني: "هو كتاب منحول النسخ الموجودة منه واحدة هي ترجمة سلافية للأصل اليوناني المفقود. الطبعةَ السلافيةَ هي عمل مسيحي، من المحتمل مِنْ القرن السابعَ، لَكنَّه يَستندُ إلى عملِ يهوديِ أقدمِ كَتبَ في وقت ما في القرن الأولَ (لكن قبل دمارِ الهيكل في عام 70م، لأن هناك إشارات إلى الحجّاتِ والطقوسِ الطائفيةِ المرتبطه بعبادةِ الهيكل)، النسخة الثانية هي نسخة قبطية وجدت حديثاً"
 “Enoch, Second Book of": Encyclopædia Britannica, Ultimate Reference Suite, Chicago 2009
[63] Andrei Orlov, Melchizedek Legend of 2 (Slavonic) Enoch, Journal for the Study of Judaism 31 (2000), p. 23-38
[64] F. Andersen, “2 (Slavonic Apocalypse of) Enoch,” The Old Testament Pseudepigrapha (http://www.marquette.edu/maqom/pseudepigrapha.html)
[65] Wouter J. Hanegraaff, Dictionary of Gnosis & Western Esotericism, Koninklijke Brill NV, Leiden, The Netherlands 2006, P 458 , entry Gnosticism II: Gnostic literature
[66] J. Davila, Melchizedek as a Divine Mediator, lecture on 10 February, 1998, published by The School of Divinity, University of St. AndrewsScotland 1998
[67] James M. Robinson, ed., The Nag Hammadi Library, revised edition. HarperCollins, San Francisco, 1990
[68] Violet MacDermot, The Books of Jeu and the Untitled Text in the Bruce Codex, Brill, 1978
[69] J. Davila, Melchizedek as a Divine Mediator,
[70] Pistis Sophia, Translated By G. R. S. Mead, London: J. M. Watkins 1921
[71] Wouter J. Hanegraaff, Dictionary of Gnosis & Western Esotericism, p.418, entry: Gnosticism II: Gnostic Literature
[72] J. Davila, Melchizedek as a Divine Mediator,
[73]  "يوجد خلاف كبير بين الدارسين بخصوص شخصية هيبوليتس والكتابات المنسوبة إليه" قاموس آباء الكنيسة وقديسيها، كنيسة مارجرجس سبورتنج،
[74] ANF Vol. 5, (Alexander Roberts and James Donaldson, editors)
[75] Ángel F. Sánchez-Escobar, Melchizedek in the Bible,the Qumran Texts and Urantia Book,
[76] M. M. Ninan, The problem of Melchizedek, p.13
[77]  ميخائيل مكسي إسكندر، ص18
[78]  ميخائيل مكسي إسكندر، ص19
[79]  ميخائيل مكسي إسكندر، ص20، وهو نفس التفسير الذي تبناه سعيد بن بطريق في القرون الوسطى فيما بعد.
[80] Trypho 23,19,113, Cited in M. M. Ninan, The problem of Melchizedek, p.16
[81] Against the Jews 2, Cited in M. M. Ninan, The problem of Melchizedek, p.16
[82] Auticlycus 2.31, Cited in M. M. Ninan, The problem of Melchizedek, p.16
[83]  فيرلين د. فيربروج، القاموس الموسوعي، ص425، مدخل: 3519
[84]  مرجع سابق
[85] Greek-English Lexicon Based on Semantic Domain, United Bible Societies, NY 1988, entry: 58.21 (NT5010)
[86] Exegetical Dictionary of the New Testament, Eerdmans Publishing Company 1990, entry: NT5010
[87] Thayer's Greek Lexicon, PC Study Bible formatted Electronic Database, Biblesoft, Inc. 2006, entry: NT5010
[88] Holy Bible From The Ancient Eastern Texts: Aramaic Of The Peshitta, George M. Lamsa,1933
[89]  الإنجيل الشريف، دار الكتاب المقدس 2002،
     ذات الترجمة نقلتها أيضاً ترجمة كتاب الحياة العربية، وترجمات الأجنبية مثل AMP، CEV، Etheridge، GNB، GW، MSG، Murdock، CJB، بالإضافة الترجمات أخرى.
[90]  هوامش الترجمة اليسوعية على (عب 3:7)
[91] Theological Wordbook of the Old Testament, The Moody Bible Institute of Chicago 1980, entry: כּהן (strong’s number H3548)
[92] Theological Wordbook of the Old Testament, entry: כּהן (strong’s number H3548)
[93] Haydock Catholic Bible commentary (E-Sword Module)

تعليقات

  1. ملكي صادق هو اول ملاك ومنه تم تكوين العالم علي الصوره والمثال هو يمين الرب هو الذي دفع الجزيه التي تمثل ذق الخمر والخبز هو الذي انقذه الرب في التجربه هو مختص باحداث اخر الزمان هو الملاك حامل الوصايا العشر لان معلمهم قال ان حرركم الابن فابلحقيقه انتم احرار وهو نفس الملاك اللي معاه مفتاح الهاويه هو الابن الحق انسان عادي وضع نفسه في التجربه للموت من اجل اخوته والرب سمع لتضرعه وانقظه فنفتح امامه الحجاب فوجد فداء ابدي وهو ثمن الروح القدس لانه بالحق الفداء والانتصار لام وليس لصليب لانه كما تحمل السماء الملائكه والقديسين كذالك الام تحمل بالبنين والبنات ولان الرب اخذ من ضلع اب اول وكون امراته لهذا الضلع حق في الاقامه والانتصار علي الهاويه

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

الثاليا: قصيدة آريوس، مقدمة وترجمة

الآريوسية هي المسيحية الحقيقة: "المسيحية الموحدة بالله"، قَدَمَ هذه الفكرة أحد الكتاب المصريين ونشرها في احد الجرائد الرسمية، وكتب عدة مقالات متفرقة عنها. ووصف آريوس والآريوسيين بالـ "مسيحيين الموحدين بالله"، وكان القصد من ذلك الإشارة أن المسيحية الأرثوذكسية التي واجهت للآريوسية لم تكن موحدة بالله لوجود فكرة الثالوث ، وان آريوس – كحامل للمسيحية الصحيحة- قدم المسيح كإنسان ونبي. لكن في مجمع نيقية تم الحكم على آريوس ظلمًا وإختراع فكرة الثالوث وتأليه المسيح.